الزراعة الذكية مناخيا بين العالم و العراق

https://www.facebook.com/engineercultivation/

غاز الميثان و زراعة الرز

لو سئلت احد المزارعين عن العلاقة بين غاز الميثان و زراعة أي محصول غذائي سوف يجهل الإجابة وهكذا الحال مع بعض المختصين بالشأن الزراعي ، وهذا الأمر يعود لضعف الإرشاد الزراعي و قلة أو عدم أقامة الدورات الزراعية التثقيفية ومواكبة التطور ألمعلوماتي في العالم .

أن الشغل الشاغل للمنظمات الدولية اليوم الزراعية منها و البيئية ينصب حول موضوع الاحتباس الحراري وكيفية مواجهة هذا الخطر المتزايد تدريجياً على الكرة الأرضية والبحث عن سبل معالجته بالطرق التي تضمن استمرار حياة البشرية.

في هذا الإطار سعة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة  ( FAO )  لإيجاد حل بعد دراستها غاز الميثان الذي يعد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري حيث  يكمن خطر غاز الميثان في انه أقوى مفعولا من ثاني أكسيد الكربون بواقع 23 مرة في قدرته على احتجاز الحرارة داخل الغلاف الجوي للأرض ، وإيجادها العلاقة بين انبعاث غاز الميثان و زراعة محصول الرز .

حيث أن زراعة الرز تعتمد على غمر المحصول بالمياه لمدة طويلة وهذهِ الطريقة هي من الأسباب الرئيسية التي تساعد على إنتاج غاز الميثان الذي دلت البحوث حول سياق تكوُن الميثان يزداد حين تتغدق التربة بالكامل . وكذلك إضافة الأسمدة العضوية إلى التربة يساعد على انطلاق الميثان في الجو .

لذا عملت منظمة (  FAO  ) على طرح بعض الحلول ليتم اتباعاها من قبل المزارعين ونشر الثقافة الزراعية والبيئة بينهم تقيم على أسس صحيحة بعد اجراء العديد من البحوث والتجارب لتقليل الخطر الذي يهدد الأرض ،  وهذهِ الحلول تساعد  من تقليل انبعاث غاز الميثان عند زراعة الرز من خلال النقاط التالية :

1 - تقليص الفترة الزمنية للري الفيضي .

2 - أو تجفيف التربة فيما بين المواسم .

3 – الري بشكل متقطع .

فمن خلال هذه النقاط يمكن ان نساهم في الخفض من انطلاق غاز الميثان في الجو . ويمكن أيضا معالجة انبعاث الغاز بعد إضافة الأسمدة العضوية ( الحيوانية ) من خلال إضافتها بعد تجفيف التربة من المياه فهذا يساعد على تقليل انبعاث ( انطلاق ) الغاز.

أن هذه الحملة التي أطلقتها منظمة ( FAO  ) والتي حملة عنوان ( الزراعة الذكية مناخياً ) تساهم في مساعدة المزارعين لاستعمال أساليب جديدة في الزراعة ففي مقاطعة "ياتينغا" ببوركينا فاسو في إفريقيا تستَرد خصوبة الأراضي من خلال استعمال نموذجٍ محسّن من  "الزَرع التقليدي بالحَفر"  (المعروف باسم زاي) بحيث أضحت المناطق التي لم تكَد تُنتج شيئاً في السابق ، تغلُّ اليوم محاصيل أكثر من ذي قَبل بمقدار خمس مراتٍ على الأقل.

ويقول الخبير ألكساندر مولير، المدير العام المساعد لقطاع الموارد الطبيعية لدى المنظمة "فاو"، أن "التحوُّل إلى أساليب الزراعة الذكية مُناخيّاً يساعد على تحقيق العديد من الأهداف المهمّة: إذ لن يُساعد ذلك فحسب على حماية المُزارعين من الآثار الضارّة لتغُّير المناخ ويتيح إلى حدٍ بعيدٍ أيضاً وسيلةً لخفض غازات الاحتباس الحراري وعَزل الكربون في التربة، بل بإمكانه كذلك أن يقود إلى تحسين المحاصيل ويرفع مستويات دَخل الأُسَر المُزارعة" .

أن هذه السياسة المتبعة في البلدان والتي نفتقد التفكير والعمل بها في بلدنا العراق، تساهم هذهِ القواعد في تطوير الفرد فكرياً وعملياً وتعطي أنتاجاً بشرياً و علمياً وإنتاج الأرض التي كانت وما زالت العامل المساعد الأول للبشرية.

اليوم مناطقنا ( أراضينا ) في جنوب العراق تكون موبوءة بغاز الميثان فأن اغلب المناطق الزراعية في وسط وجنوب العراق تعمل على نظام الري السيحي ( أي الغمر الكامل للأرض بالمياه ) مع إضافة الأسمدة العضوية من خلال مخلفات الحيوانات الراعية في تلك الأراضي ، مما يسبب أضرار للأرض والمناخ لعدم وعي ومعرفة القائمين على زراعة الأراضي بجميع هذهِ الوسائل والأبحاث والطرق الجديدة المتبعة عالمياً ،لكون هذهِ الأرشادات تكون مسؤولية جهات مختصة ، حيث لم نجد أي دور لوزارة الزراعة والدوائر التابعة لها من الإرشاد الزراعي و لم نجد الدور الثاني للنقابات و الهيئات والمنظمات التي تعنا بهذا الأمر فالشغل الشاغل هو الدور ألمنصبي وليس الدور العملي الإنتاجي .

بقلم المهندس : زيــد عـلي عــلاوي

 #استتفسار_زراعي

* المصادر

موقع منظمة FAO